القديس العظيم بطرس الرسول

هوسمعان بطرس. كان اسمه أصلاً سمعان بن يونا وهو أخو أندراوس تلميذ يوحنا المعمدان. وكانت مهنته صيد السمك، من بيت صيدا على ساحل بحر الجليل.

 

و الكتاب المقدس يّذكر للقديس بطرس ثلاث أسماء: سمعان بن يونا، وصفا، وبطرس.

 

كان هو وأخوه أندراوس صيادين. وأخوه عرف المسيح قبله وسمعان بدأت معرفته بالسيد المسيح عن طريق أخيه أندراوس.

 

وعن هذا ورد في أنجيل يوحنا عن أندراوس:

 

" هذا وجد أخاه سمعان. فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح. فجاء به إلى يسوع. فنظر إليه يسوع وقال: أنت سمعان بن يونا. أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس " (يو 1: 40 – 42).

 

نلاحظ أن أسماءه الثلاثة وردت هنا في آية واحدة.

 

وأصبح سمعان بطرس أول إسم في الإثنى عشر (مت 10:2 2) بل وأصبح أحد ثلاثة مقربين جداً من السيد المسيح.

 

هم بطرس ويعقوب ويوحنا، الذين أخذهم إلى جبل التجلي أضاء وجهه أمامهم كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور (مت 17:1،2) ورأوا معه موسى وإيليا يتكلمان معه...

 

وأخذ الرب نفس هؤلاء الثلاثة معه في إقامة ابنة يايرس من الموت. وفي ذلك يقول إنجيل مرقس " ولم يدع أحداً يتبعه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا أخو يعقوب " (مت 26:37).

 

إذن كانت لبطرس دالة عند المسيح، مع يعقوب ويوحنا.

 

ولذلك فإن بولس الرسول يعتبره أحد الأعمدة الثلاثة في الكنيسة أيام الرسل...

 

فيقول "فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا، المعتبرون أنهم أعمدة، أعطونى وبرنابا يمين الشركة. لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غل 2:9).

 

وكان القديس بطرس الرسول يحب السيد المسيح جداً. ويحب كلامه وتعليمه. ولذلك لما رجع بعض التلاميذ إلى الوراء. وقال الرب للإثنى عشر " ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا ؟! أجابه سمعان بطرس "يارب، إلى من نذهب ؟! كلام الحياة الأبدية عندك" (يو 6:66-68).

 

وتظهر محبته له في كلامه مساء الخميس الكبير.

 

لما قال الرب لتلاميذه "كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة " فأجاب بطرس باندفاعه المعروف        "وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبداً" "ولو أضطررت أن أموت معك، لا أتركك" (مت 26:31-35) "إني مستعد أن أمضي معك، حتى إلى السجن وإلى الموت" (لو 22:33) حقاً، إنه أنكره ثلاث مرات، ولكن عن ضعف، وليس عن عدم حب.

 

بدليل أنه لما صاح الديك، " خرج خارجاً، وبكى بكاءً مراً " (مت 26:75). وبدليل أنه أجاب الرب بعد القيامة " أنت يارب تعرف كل شيء. أنت تعلم أني أحبك " (يو 31:17) وقد قبل الرب توبته، وثبته في رسوليته وقال له " أرع غنمي. أرع خرافي " (يو21:15،16)

 

وقد أظهر بطرس الرسول شجاعة كبيرة وجرأة بعد حلول الروح القدس.

 

والإصحاحات الأولى من سفر أعمال الرسل تكاد تكون مركزة في الرسولين بطرس ويوحنا. وتحكي لنا عما فعلاه في بناء الكنيسة الأولى، قبل أن يظهر في الوعظ.

 

لا ننسى قوة بطرس الرسول في الوعظ.

 

يكفي تأثير عظته في يوم الخمسين، التي جذبت إلى الإيمان حوالي ثلاثة آلاف رجل نخسوا في قلوبهم وتعمدوا (أع2). كذلك عظته بعد شفاء الأعرج (أع3)، ووقوفه أمام كل رؤساء اليهود وكهنتهم بكل شجاعة. وإظهار إيمانه بكل مجاهرة.

 

من الأمور الواضحة حفظه للمزامير وآيات الكتاب.

 

واقتباسه لها بتفسير له عمقه. ومن أمثلة ذلك كلمته التي قالها عن يهوذا (أع1:16-20) واقتباساته في عظته يوم الخمسين، واستشهاده بما ورد في سفر يوئيل النبي (أع2:16-21) واقتباساته الأخرى من المزامير (أع2:24-30).. كل ذلك بآيات كثيرة متتابعة. يضاف إلى هذا ما قاله يوم شفاء الأعرج واستشهاده بأقوال الأنبياء (أع3:21-25).

 

عجيب هو بطرس الرسول في حفظه لآيات الكتاب واستخدامها والأمثلة كثيرة على ذلك. ليس الآن مجال تتبعها.

 

نفس الوضع نجده في رسالتيه اللتين كتبهما. إنه أسلوب رجل متشبع بروح الكتاب ،وبصحة تفسير الكلمة. وهو الذي قال " عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " (3 بط 1:20،21).

 

وهو الذي قال: أنهضكم بالتذكرة.. لتذكروا الأقوال التي قالها سابقاً الأنبياء القديسون.."  (2 بط 3 1،2).

وقد نال إكليل الشهادة بعد أن صُلب مُنكس الرأس على يد نيرون سنة 67م.


بركة صلواته تكون مع جميعنا.